فصل: (سورة الذاريات: آية 31):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والمصدر المؤوّل {أنّكم تنطقون} في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي هو نطقكم.
وجملة: {أقسم} بربّ السماء لا محلّ لها معطوفة على جملة في السماء رزقكم.
وجملة: {انّه لحقّ} لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (هو) {أنّكم تنطقون} في محلّ جرّ نعت لـ (ما).
وجملة: {تنطقون} في محلّ رفع خبر أنّ.

.الفوائد:

- اللّه متكفل بالرزق:
عن الأصمعي أنّه قال: أقبلت من جامع البصرة، فطلع أعرابي على قعود (ولد الجمل) فقال من الرجل؟ فقلت: من بني أصمع، قال: ومن أين أقبلت؟
قلت: من موضع يتلى فيه كلام اللّه عز وجل، فقال: اتل عليّ، فتلوت: والذاريات، فلما بلغت {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ} قال: حسبك، فقام إلى ناقته، فنحرها ووزّعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما ووليّ فلما حججت مع الرشيد، وطفقت أطوف، فإذا أنا بمن يهتف بى بصوت رقيق، فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي، قد نحل واصفرّ فسلم عليّ، واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت: {فورب السماء والأرض إنه لحق}، فصاح وقال: يا سبحان اللّه من ذا الذي أغضب الجليل حتّى حلف، لم يصدقوه حتّى حلف، قالها ثلاثا، وخرجت معها نفسه.

.[سورة الذاريات: الآيات 24- 30]:

{هَلْ أَتاكَ حديث ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالوا سَلامًا قال سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قال أَلا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قالوا كَذلِكَ قال رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)}.

.الإعراب:

{هل} حرف استفهام {المكرمين} نعت لضيف، {إذ} ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بـ {حديث}، {عليه} متعلّق بـ {دخلوا}، {سلاما} مفعول مطلق لفعل محذوف {سلام} مبتدأ مرفوع خبره محذوف أي: عليكم سلام {قوم} خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم أو هؤلاء..
جملة: {آتاك حديث} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {دخلوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا.
وجملة: (نسلّم) {سلاما} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة بيانية.
وجملة: (عليكم) {سلام} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنتم) {قوم} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
26- (الفاء) عاطفة في الموضعين {إلى أهله} متعلّق بـ (راغ)، {بعجل} متعلّق بحال من فاعل جاء..
وجملة: {راغ} لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: {جاء} لا محلّ لها معطوفة على جملة راغ.
27- (الفاء) عاطفة {إليهم} متعلّق بـ {قرّبه}، {ألا} أداة عرض..
وجملة: {قرّبه} لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء.
وجملة: {قال} في محلّ نصب حال بتقدير (قد) وجملة: {ألا تأكلون} في محلّ نصب مقول القول.
28- (الفاء) عاطفة {منهم} متعلّق بحال من خيفة {خيفة} مفعول به منصوب {لا} ناهية جازمة (الواو) حاليّة {بغلام} متعلّق بـ {بشّروه}..
وجملة: {أوجس} لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فلم يتقدّموا فأوجس.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: {لا تخف} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {بشّروه} في محلّ نصب حال بتقدير قد.
29- (الفاء) عاطفة في الموضعين {في صرّة} حال من امرأته {عجوز} خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا.
وجملة: {أقبلت امرأته} لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: {صكّت} لا محلّ لها معطوفة على جملة أقبلت.
وجملة: {قالت} لا محلّ لها معطوفة على جملة صكّت- أو أقبلت- وجملة: (أنا) {عجوز} في محلّ نصب مقول القول.
30- {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله قال بعده، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ وجملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قال ربّك} في محلّ نصب مقول القول.. ومفعول قال محذوف هو متعلّق كذلك.
وجملة: {إنّه هو الحكيم} لا محلّ لها استئنافيّة للتعليل.
وجملة: {هو الحكيم} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{صرّة}، اسم بمعنى الصيحة أو الضجّة أو الجماعة.. مأخوذ من (صرّ) الثلاثي، وزنه فعلة بفتح فسكون.

.البلاغة:

1- الاستفهام التقريري: في قوله تعالى: {هَلْ أَتاكَ حديث ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} استفهام تقريري، تفخيما لشأن الحديث وتنبيها على أنّه ليس مما علمه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بغير طريق الوحي. فهو كما تبدأ المرء إذا أردت أن تحدّثه بعجيب فتقرره هل سمع ذلك أم لا، فكأنك تقضي أن يقول لا، ويطلب منك الحديث.
2- الحذف: في قوله تعالى: {قال سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}.
قيل: أي عليكم سلام، عدل به إلى الرفع بالابتداء، لقصد الثبات، حتى يكون تحيته أحسن من تحيتهم، أخذا بمزيد الأدب والإكرام. وقيل: سلام خبر مبتدأ محذوف، أي أمري {سلام}، و{قوم}: خبر مبتدأ محذوف، والأكثر على أن التقدير أنتم قوم منكرون وأنّه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته: أنا لا أعرفك، تريد عرّف لي بنفسك وصفها.
3- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {قالوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ}.
حيث سمى الغلام عليما باعتبار ما يؤول إليه أمره إذا كبر.

.الفوائد:

- الجملة الواقعة مفعولا به:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قال أَلا تَأْكُلُونَ} فجملة: {أَلا تَأْكُلُونَ} في محلّ نصب مقول القول.
وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بالجملة الواقعة مفعولا:
تقع هذه الجملة في ثلاثة أبواب:
1- باب الحكاية أو مرادفه، كقوله تعالى: {قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}.
2- ما هو محكيّ مقدّر: قوله تعالى: {فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ} {وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا} فهذه.. الجمل في محلّ نصب اتفاقا، ثم قال البصريون: النصب بقول مقدّر، وقال الكوفيون: بالفعل المذكور. ويشهد للبصريين التصريح بالقول: في {وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقال رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} و{نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا قال رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي}.
3- باب التعليق: وهو تعليق الفعل عن طلب المفعول، لفظا لا محلّا، مثل قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعامًا} والتعليق لا يختص بباب (ظن) بل يختص بكلّ فعل قلبي، وكقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}، وأحيانا تكون الجملة سدت مسد المفعولين: كقوله تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذابًا لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى}.

.[سورة الذاريات: آية 31]:

{قال فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع خبره {خطبكم} {أيّها} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {المرسلون} بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا..
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما خطبكم} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسلتم لأمر ما فما خطبكم والجملة المقدّرة مقول القول، وجملة: {أيّها المرسلون} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

.[سورة الذاريات: الآيات 32- 34]:

{قالوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)}.

.الإعراب:

الضمير (نا) نائب الفاعل لفعل أرسلنا {إلى قوم} متعلّق بـ {أرسلنا}..
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّا أرسلنا} في محلّ نصب مقول القول وجملة: {أرسلنا} في محلّ رفع خبر إنّ 33- (اللام) للتعليل {نرسل} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
{عليهم} متعلّق بـ {نرسل}، {من طين} متعلّق بنعت لـ {حجارة}.
والمصدر المؤوّل {أن نرسل} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {أرسلنا} وجملة: {نرسل} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
34- {مسوّمة} نعت ثان لحجارة، {عند} ظرف منصوب متعلّق بـ {مسوّمة}، وكذلك {للمسرفين}.

.[سورة الذاريات: الآيات 35- 37]:

{فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (37)}.

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة في الموضعين {من} موصول في محلّ نصب مفعول به {فيها} متعلّق بخبر كان {من المؤمنين} متعلّق بحال من اسم كان العائد {ما} نافية {غير} مفعول به منصوب {من المسلمين} متعلّق بنعت لـ {غير}، (الواو) عاطفة {فيها} الثاني متعلّق بـ {تركنا}، {للذين} متعلّق بنعت لـ {آية}..
جملة: {أخرجنا} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فباشروا ما أمروا به، فأخرجنا من كان فيها..
وجملة: {كان فيها} لا محلّ لها صلة الموصول وجملة: {ما وجدنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
وجملة: {تركنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما وجدنا..
وجملة: {يخافون} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

.[سورة الذاريات: الآيات 38- 40]:

{وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقال ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)}.

.الإعراب:

{في موسى} متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور في الآية السابقة أي تركنا آية، {إذ} ظرف في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر تركنا، {إلى فرعون} متعلّق بـ {أرسلناه}، {بسلطان} متعلّق بحال من ضمير الغائب في {أرسلناه}.
جملة: {تركنا} {في موسى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أرسلناه} في محلّ جرّ مضاف إليه.
39- (الفاء) عاطفة {بركنه} متعلّق بحال من فاعل تولّى، {ساحر} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (أو) عاطف وجملة: {تولّى} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلناه وجملة: {قال} في محلّ جرّ معطوفة على جملة تولّى وجملة: (هو) {ساحر} في محلّ نصب مقول القول 40- (الفاء) عاطفة في الموضعين و(الواو) كذلك، {جنوده} معطوفة على الضمير في {أخذناه}، {في اليمّ} متعلّق بـ {نبذناهم}، (الواو) حالية.
وجملة: {أخذناه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة تولّى وجملة: {نبذناهم} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذناه وجملة: {هو مليم} في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في {أخذناه} أو في {نبذناهم}.

.[سورة الذاريات: الآيات 41- 42]:

{وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) ما تَذَرُ مِنْ شيء أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}.

.الإعراب:

{وفي عاد إذ أرسلنا} مثل وفي موسى إذ أرسلناه مفردات وجملا، {عليهم} متعلّق بـ {أرسلنا}، {ما} نافية {شيء} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به {عليه} متعلّق بـ {أتت}، {إلّا} للحصر {كالرميم} في موضع المفعول الثاني.
وجملة: {ما تذر} في محلّ نصب حال من الريح وجملة: {أتت عليه} في محلّ نصب- على المحلّ- نعت لشيء.
وجملة: {جعلته} في محلّ نصب حال من فاعل تذر.

.البلاغة:

الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: {الرِّيحَ الْعَقِيمَ}.
سميت عقيما لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم، فشبه إهلاكهم وقطع دابرهم بعقم النساء وعدم حملهن، لما فيه من إذهاب النسل، ثم أطلق المشبه به على المشبه، واشتق منه العقيم.

.[سورة الذاريات: الآيات 43- 45]:

{وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)}.

.الإعراب:

{وفي ثمود إذ قيل} مثل وفي موسى إذ أرسلناه مفردات وجملا، {لهم} متعلّق بـ {قيل}، {حتّى حين} متعلّق بـ {تمتّعوا}.